رؤية روائع الجمال الحر
ربما البعض لم يسمع بعد عن الجمال الحر.. وربما أيضا هناك من يسأل وهل هناك الجمال الحر والجمال المقيد ؟ والإجابة بالطبع نعم.
في البداية أقول إن الجمال هو شعور الإنسان بالبهجة والسعادة إزاء الفنون المختلفة كالموسيقي المعبرة أو لوحة زيتية جميلة.. أو قصيدة شعرية ممتلئة بالأحاسيس والتعبيرات الإنسانية العميقة التأثير.. ثم إن حواس الإنسان هي الأداة الحقيقية التي تتفاعل معها بهدف المعرفة والاستمتاع.. وهناك أيضا دلائل أخري عن الجمال مثل جمال اللون أو عزوبة الصوت ثم أيضا جاذبية الرائحة العطرة.. كل ذلك عبارة عن صفات يشعر بها الإنسان بل ويتفاعل معها من خلال حواسه أما الجمال الحر فهو ببساطة الجمال غير المرتبط بأي فكرة معينة وهذه الفكرة لا تفرض علي الإنسان أن يتصورها بشكل معين.. كالموسيقي العالمية أو السيمفونية أي الموسيقي غير المصحوبة بكلمات لأن هذه الموسيقي لا تحتاج إلي كلمات ولا تحتاج لمعاونة بل هي أصلا مكتملة العناصر تعبر بنفسها عن نفسها.. وهي أيضا فن راق عميق التأثير يعرف كيف يستقطب المشاعر بل ويستحوذ علي قلب وفكر الإنسان المثقف الباحث عن جمال التذوق الذي يخاطب الأحاسيس وبالطبع الموسيقي المقصودة هنا الموسيقي الراقية.. أي وهي المعروفة بالموسيقي العالمية والتي استطاعت أن تفرض شخصيتها علي جميع الفنون الرفيعة وأصبح لها كاريزما عالمية سواء قبل البعض ذلك أو لم يقبل.. بل لقد تجاوزت ذلك وأصبحت أرقي الفنون العالمية علي الصعيد العالمي.. والموسيقي العالمية تعتبر نوعا خاصا من الجمال غير قابل للتقليد وغير قابل للتكرار وأيضا غير قابل للمنافسة.. والدليل علي ذلك نجاح الموسيقي العالمية في جميع الدول المتحضرة.. واختفاؤها تماما من الدول المتخلفة لأن هذا النوع من الجمال الموسيقي يعطي للإنسان لذة الاستماع السامي والإنطلاق في عالم الوجدان والمشاعر وهذا الإنطلاق هو إبداع وهذا الإبداع هو النشوة العظمي والنشوة هي الهدف الأساسي لاستمتاع الإنسان بالفن والجمال الحر.. كما يهمني أن أضيف أن عملية الإبداع الموسيقي دائما وأبدا تكون نابعة من أعماق اللاشعور وكأنها تتم دون وعي تام منه.. وبقول التاريخ إن المؤلف الموسيقي مهما درس من تأليف ونظريات موسيقية وتحليل.. فكل هذه العلوم والدراسات لا يمكن أن تنتج مؤلفا موسيقيا مرموقا إذا لم يكن لديه إحساس بالجمال والموهبة والأفكار وسعة الخيال.. أما الجمال المقيد فهو ببساطة الموسيقي المصاحبة للأغنية فيكون في هذه الحالة المؤلف الموسيقي مقيدا ومضطرا بالكلمات وبالتالي يجب عليه الالتزام بالتعبير الموسيقي المناسب للكلمات وهنا يصبح هذا الجمال مقيدا فالمؤلف الموسيقي في هذه الحالة لا يعبر عن فكره وخياله بل يلتزم بالتعبير عن الكلمات وذلك بالطبع قيد لأنه لا يترك للفنان الخيال والأحاسيس بل يجري وراء الكلمات..
نحن يا سادة في احتياج للبحث دوما عن مظاهر الجمال في كل تفاصيل حياتنا وليس الموسيقي فحسب بل في كل ما يحيط بنا من بيئة وحياة بعدما أصبح القبح في مجتمعنا هو صفة كل شيء مع الأسف.
المصدر الاهرام -كتب:سمير خوري
تعليقات
إرسال تعليق