"بديع" وضع خطة قطع طريق قليوب

أودعت محكمة جنايات شبرا الخيمة برئاسة المستشار حسن محمود فريد وعضوية المستشارين عصام علي ابو العلا و فتحي الرويني رئيسي المحكمة و أمانة سر وليد شعبان ، حيثيات حكمها الصادر في قضية قطع الطريق الزراعي بقليوب بإعدام 10 متهمين هاربين وعلى رأسهم عبد الرحمن عبد البر مفتي جماعة الإخوان الإرهابية
ومحمد عبد المقصود و بمعاقبة محمد بديع مرشد الجماعة السابق ومحمد البلتاجي وصفوه حجازي و أسامة ياسين و باسم عودة و34 متهما آخرين بالسجن المؤبد.
قالت المحكمة في حيثيات حكمها : استقر في يقيننا و ارتاح  وجداننا بما تم استخلاصه من أوراق الدعوى و ما تم فيها من تحقيقات و ما دار بشأنها بجلسات المحاكمة من سماع لاقوال شهود ومرافعة الدفاع والنيابة العامة، لما جاء في اوراق الدعوي من ادلة قاطعة علي ثبوت الاتهامات علي المتهمين.
وجاء في اسباب الحكم  أن الشعب باختلاف طوائفه و انتماءاته  خرج  بأعداد غفيرة يستغيث بالجيش وقياداته لإقصاء محمد مرسي عن سدة الحكم ، وطالب الشعب الجيش المصري بأن ينتفض من ثكناته لينصر رغبة الشعب الذي زحف مسالما إلى الشوارع و الميادين ، يشتكي ضعف قوته و قلة حيلته و هوانه على الحاكم الذي طالما وجدوه يجنح بسفينة الحكم عن بر الأمان ، فتزعزعت عقيدتهم نحو حسن قيادته للبلاد و تشككوا في صدق انتمائه ونواياه .وتابعت الحيثيات قائلة ان الشعب المصري استشعر الخوف على مستقبل بات مظلما مجهول الغاية مطموس الهوية . فرفضوا البقاء تحت مظلة زعامته أو أن يرافقهم الدرب. واستجاب الجيش للنداء بعدما خرج الشعب باعداد ضخمة في ثورة  30 يونية.
وأكدت المحكمة أن الرئيس المعزول هو مرشح حزب الحرية و العدالة  الذي خرج عن عباءة جماعة الإخوان و تأسس تحت لوائها ، وان  جماعة الاخوان خرجت غيظا تطالب بعودة الرئيس المعزول إلى الحكم نزولا عن شرعيته التي استمدها من صناديق الانتخابات .فانقسموا على الشعب و تحزبوا على أنفسهم.يجمعهم هدف واحد و عقيدة أبية على الاستسلام أو التسليم بإقصاء رئيسهم الذي طالما خاطبهم بأنهم أهله و عشيرته.
وأوضحت المحكمة ان الفرقة و الشقاق ظهرا بين أبناء الوطن الواحد، وقام مؤيدو مرسي بالتعبير عن غضبهم بتنظيم مسيرات جابت الشوارع و الطرقات، وتنظيم مظاهرات منددة بالجيش والشرطة والاعتصامات بالميادين والتهديد والوعيد فأنهكت معه قوات الأمن واختل ميزان الأمان و عمت الفوضى أقطار البلاد فصدق عليه القول بأنه زمن هياج و فتنة.
وأضافت الحيثيات أن قيادات تلك الجماعة الإرهابية  حرصت على استثارة مشاعر الشباب  و تحفيز عقيدتهم و تهييج الرأي العام و خلق حالة من التوحد الفكري المبني على غرس الضغينة في صدورهم تجاه القائمين بإقصاء الرئيس  ووصفهم بالخونة والكفرة ومنهم من شبههم بأهل قريش وصوروا لهم الحدث بأنه معركة وطالبوهم بالجهاد ضد أعدائهم من أبناء الوطن الواحد وبينوا لهم فضل الشهادة ومنزلة الشهيد عند الله وأحثوهم عليها و استصرخوهم للنزول إلى الشوارع والميادين والخروج بمسيرات من المساجد لإعادة الشرعية المسلوبة.
وأكدت الحيثيات ان  قيادات الإخوان و على رأسهم محمد بديع  استغل توحدهم بميدان يجمعهم هدف واحد  وهو مهاجمة طائفة من السكان ومقاومة رجال السلطة العامة بالسلاح ، فدبرت جماعة الإخوان المسلمين و أنصارها من التيارات الدينية المتشددة تجمهرا داخل نطاق مدينة قليوب لتنفيذ أغراض إرهابية تهدف إلى قطع طريق مصر إسكندرية الزراعي الرئيسي وهو الشريان المؤدي الى محافظات الدلتا وتعطيل وسائل النقل العامة و السكة الحديد وإصابة مرفق النقل بالشلل المروري التام و الإخلال بالسلم و الأمن العام من خلال إثارة أعمال الفوضى و العنف ضد المواطنين بهدف زعزعة استقرار الدولة.
واظهرت الحيثيات ان المتجمهرين انتشروا علي الطريق الزراعي وشغلوا منه مساحة قاربت الكليو متر، وتعدوا علي الكمين الثبات بتلك المنطقة المتواجد علي مدخل القاهرة ،رغم عدم تدخل قوات الشرطة من قريب او بعيد بالتعدي عليهم . وقام المتجمهرون بالهجوم علي الاهالي العزل من السلاح  واطلقوا صوب الاهالي الاعيرة النارية. وقد أدت احداث الاشتباكات إلى اصابة المجندين طارق محمد مصطفي الديب وحامد محمد عيد بجروح متفرقة كما اصيب العديد من المواطنين بطلقات نافذة ادت الي وفاتهم ، فتعالت صرخات الاهالي وتمكنوا من ضبط بعض المتهمين.
وأشارت اسباب الحكم انه ثبت للمحكمة قيام مرشد الإخوان بديع مع باقي قيادات الجماعة من المتهمين بإصدار تكليفات للقيادات اللامركزية بالجماعة وكذا الجماعات المتشددة داخل محافظة القليوبية بتنظيم هذا التجمهر على ضوء أهداف الجماعة . مما أدى الى وفاة عدد من المواطنين و إصابة عدد كبير من رجال الشرطة.
كما ثبت للمحكمة أيضا اعتراف المتهمين وهم عبد الله بركات و محمد عبد المقصود وصفوة حجازي وجمال عبد الهادي وعبد الرحمن عبد البر ومحمد البلتاجي من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية من قيامهم بالاشتراك في اعتصام رابعة العدوية بمدينة نصر وقيام قيادات الجماعة بتوفير عدد من الأتوبيسات والأسلحة لنقلهم من مقر الاعتصام من اجل تنفيذ مخططهم لقطع الطريق الزراعي وللتعدي على رجال الشرطة والمواطنين العزل بالسلاح.
وقال الشهود من ضباط الشرطة إنهم تلقوا بلاغا من شرطة النجدة بتجمع عدد كبير من مؤيدي مرسي بمنزل كوبري قليوب لقطع طريق القاهرة اسكندرية في الاتجاهين وكذا قطع خطوط السكة الحديد لاصابة حركة القطارات بالشلل ،وان المتجمهرين قاموا برفع لافتات تندد بما وصفوه بالانقلاب العسكري ووزعوا منشورات علي مستقلي السيارات . واكد الشهود انهم شاهدوا بعضا من افراد المتجمهرين يحرزون بنادق الالية ومسدسات واسلحة خرطوش واسلحة بيضاء وعصي وشوم.
وأوضحت المحكمة بان جماعة الإخوان هي مؤسسة ديمقراطية تقوم على قيم الشورى الإسلامية، وأن قرارات الجماعة تجرى لها مجالس شورى تستشير فيه الجماعة قواعدها و قيادتها و أن هذه الشورى معلومة للجميع . وقد استخلصت المحكمة من ذلك أن القرار الذي يصدر عن الجماعة حول قطع الطريق لم يكن ديكتاتوريا أو فرديا لمرشدها العام بل انه طرح للمناقشة و البحث و الدراسة بين قياداتها الإدارية وغير الإدارية لبلوغ القرار المجمع عليه وهو ما ينفي عنهم التزرع بالجهل بصدور القرار وقبولهم تنفيذه وهو ما يتحقق معه مسئوليتهم عنه و ما ترتب عليه من نتائج.
يذكر ان المتهمين  الـ 37 الحاصلين علي حكم السجن المؤبد هم: «محمد علي البقلي، سعيد نبيل خيري عبدالعزيز، محمد السيد احمد ابوزيد رزق سعيد سعيد السيد عمارة، احمد عاطف عبد الحي، عبدالعاطي عبد الحافظ امام، سعيد أحمد إسماعيل، يحيي عيد محمود صالح صالح، أحمد ابراهيم، محسن السيد، ربيع فراج سعيد، جمعة عادلي امين محمد، علاء محمود عبدالحميد ،وليد محمود السيد يحيي ،صابر أحمد علي ابوعرب،هشام شعبان الصاوي عبدالواحد، السيد احمد السيد محروس،ربيع صبري عبد المعطي ،هشام عجمي محمد السيد ،سمير صبري فريد،جلال عيد محمود عامل ،محمد علي احمد علي ،محمد عبد اللطيف عبدالكريم ،رضا عبد الرافع عبدالمقصود ،ايهاب محمود محمد حسن عامل ،ابراهيم محمد ابراهيم ،امير محمود صالح ،محمد بديع عبد المجيد سامي ،محمد محمد ابراهيم البلتاجي ،صفوة حمودة حجازي ،اسامة ياسين عبدالوهاب محمد ،باسم كمال محمد عودة، محسن يوسف السيد راضي،أحمد محمد محمود دياب،تامر احمد توفيق محمد السيد،انور صبح درويش مصطفي».
بينما صدقت المحكمة علي حكم الإعدام علي 10 متهمين غيابيًا تنفيذًا لحكمها الذي اصدرته في حق المتهمين بالجلسة الماضية، وهم: «محمد عبدالمقصود محمد عفيفي، عبدالرحمن عبدالحميد احمد البر، عبدالله حسن علي بركات، جمال عبد الهادي محمد مسعود، محمد عماد الدين عبدالحميد صابر، هشام زكي المهدي يوسف خفاجي، محمد علي عبدالرؤوف ابوسعدة، حسام مغني تاج الدين، مصطفي مصطفي مصطفي البدري، عماد محمد فتحي فرج الشرشابي».




المصدر الوفد

تعليقات

المشاركات الشائعة